الجارديان: ومازال “صالح” يحكم اليمن بقناع “هادي”!
يمنات -متابعات
قالت صحيفة THE GUARDIAN البريطانية أنه بالرغم من أن الرئيس اليمني "عبد ربه منصور هادي" أظهر علامات مبكرة للوفاء بوعوده، إلا أنه يبدو وكأنه يسعى للسير على نهج السياسة الإقصائية التي كان ينتهجها سلفه "عبد الله صالح".
ولفتت الصحيفة إلى أن هادي لم يكن بمثابة الاختيار الأمثل الذي يلبي كافة متطلبات الشعب اليمني، في الوقت الذي رحب به البعض كخطوة رمزية أو انتقالية لتفادي انزلاق اليمن نحو آتون حرب أهلية محتملة.
وقالت THE GUARDIAN إن هادي حاول من خلال بعض قرارته الأولية العسكرية إعطاء شعبه الأمل بأنه سيقود اليمن نحو مستقبل أفضل، والتي لاقت بالفعل ترحيبا على نطاق واسع، مشيرة إلى أن من بين هذه القرارات توقيع هادي مرسومًا في 22 سبتمبر الماضي يجيز إنشاء لجنة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي حدثت خلال انتفاضة 2011، بالرغم من أن قانون الحصانة جعل إمكانية إجراء مثل هذه التحقيقات شبه مستحيلة.
وأضافت أن قانون الحصانة المنصوص عليها في اتفاق المبادرة الخليجية، لم يكن العقبة الوحيدة أمام المضي قدمًا، ولكن المشكلة المستمرة هى أن هذا الاتفاق حيال العملية الانتقالية تضع على كاهل هادي الكثير من الأهمية دون أن يضع هو البديل له في حال غيابه، الأمر الذي اكتنفه القلق من قبل محللين، نظرًا لأن هذا الاتفاق جعل من هادي هدفًا سهلاً لمن يسعون إلى عرقلة العملية الانتقالية.
ورأت THE GUARDIAN أنه بناء على ذلك سعى هادي لتوفير الحماية الشخصية له خوفًا على حياته من خلال الفرقة الأولى مدرعات بقيادة اللواء "علي محسن الأحمر" التي كانت قد ساندت ودعمت احتجاجات المعارضة ضد صالح في العام الماضي، في إشارة إلى أنه من المعروف أن الأحمر كان من المقربين للرئيس السابق صالح ثم تحول ضده في نهاية المطاف وبالنظر إلى ماضيه الدموي فإن اعتباره كصديق له قيمته أكثر من كونه عدوًا.
واعتبرت الصحيفة أن علاقة الرئيس هادي مع اللواء الأحمر ينظر إليها البعض باعتبار أنها علاقة تبادلية "الحماية مقابل الولاء"، ولكن هناك بعض المؤشرات المقلقة التي قد تدل على أن الأخير يسعى لكسب النفوذ من خلال موافقة هادي الضمنية أو الرسمية في بعض الأحيان.
واتخذت صحيفة THE GUARDIAN البريطانية من مرسوم إنشاء قوة حماية الرئاسة الجديدة التي تتألف من ثلاثة ألوية من الحرس الجمهوري الذي يرأسه "احمد علي صالح" نجل الرئيس السابق كخطوة أولى ضرورية نحو توحيد الجيش والتي رحب بها العديد، مثالاً على ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المرسوم خفض من قوة الموالين لصالح وترك قوات الأحمر بعيدة ولم تتأثر، على اعتبار أن فرقة اللواء (314) التي تم ضمها إلى الحماية الرئاسية كانت موالية لصالح.
وحذرت من بعض المخاوف المتنامية لدى البعض من علاقة هادي بالأحمر، كونها بدأت بغرس الخوف في الناس من المحسوبية التي قد تستمر تحت ستار مختلف لمصلحة حزب الإصلاح الإسلامي وهو القوة المهيمنة على المعارضة سابقاً- وذلك بسبب العلاقة الوثيقة بين قيادات الحزب والأحمر، مؤكدة أن بعضًا من هذه الممارسات قد تؤثر على مصداقية هادي، وبالتالي تؤثر على أهداف الحوار الوطني الذي يعد أحد أبرز الاختبارات الحاسمة بالنسبة للرئيس اليمني.
وقالت الصحيفة "وعلى الحوار في اليمن أن يثبت نجاحه قبل أن يصبح مجرد مؤتمر سياسي، وفي حال فشل الحوار الوطني فإن ذلك سيؤثر على شرعية هادي الذي لايزال عقب مرور أكثر من سبعة أشهر على توليه منصب الرئاسة، غير مهتم بالتفاوض مع الشعب وبدلاً من ذلك يركز على إرضاء الدائرة الداخلية السياسية، وتوسيع السياسة الإقصائية لصالح لتمتد إلى الحكومة الانتقالية الجديدة".
واختتمت THE GUARDIAN افتتاحيتها قائلة إنه على الرئيس هادي أن يتجاوز الصراع الدائر حول السلطة، وأن يتعامل مع الصعوبات الحالية التي تواجه اليمن، وأن يجرى حوارًا مع القوى الثورية التي قادت حركة التغيير والتي تعد جزءًا من شريحة كبيرة من المجتمع اليمني تم تهميشها من قبل اتفاق مبادرة الخليج.
وشددت الصحيفة على أنه ليس من مصلحة هادي تهميش هذه القوة أو غيرها من الجماعات أو القوى السياسية التي يتعين عليه أن يستمد منها شرعيته.
المصدر: http://www.guardian.co.uk/commentisfree/2012/oct/13/hadi-power-yemen